ما حكم العادة السرية إذا كان المرء لا يستطيع الزواج؟ وهل ذلك حرام مطلقًا؟ الافتاء يفجر مفاجأة

ما حكم العادة السرية إذا كان المرء لا يستطيع الزواج؟ وهل ذلك حرام مطلقًا؟ الافتاء يفجر مفاجأة
الجواب من موقع اسـ.ـ.ـلام ويب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد الـ.ـ.ـشـ.ـ.ـباب إلى الاستـ.ـ.ـمناء (العادة السـ.ـ.ـرية)،
ولو كان خيرًا؛ لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الـ.ـ.ـزواج، أو الصوم، فقال: يا معشر الشـ.ـ.ـباب،
من استطاع منكم البـ.ـ.ـاءة، فليتـ.ـ.ـزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفـ.ـ.ـرج،
ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية من الزنـ.ـ.ـى. أخرجه البخاري، ومسلم.
ولقد قرر الأطباء أن ممارسة العادة السـ.ـ.ـرية، تؤدي إلى أضرار بدنـ.ـ.ـية، ونفسية،
فهي تستنفد قوى البـ.ـ.ـدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحـ.ـ.ـش، فكثير من الرجال يصاب بالضـ.ـ.ـعف الجنـ.ـ.ـسي؛
بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جليًّا عند الزو.اج، بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك، لم يفلحوا في الز.واج، فوقع الطلـ.ـ.ـاق.
ومنهم من استمر في هذه الممارسة بعد الز.واج، وبعد إنجاب الأطفال، ولا يزال يبحث عن طريق الخلاص.
ما الفتـ.ـ.ـاة، فقد تزول (بكـ.ـ.ـارتها) بفعلها، كما يقول الأطباء.
وإذا كانت تمارس العادة السـ.ـ.ـرية بصورة مستمرة متكررة، ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة،
فإن قدرتها على الاستمـ.ـ.ـتاع بعد الزواج، يمكن أن تتأثر، فلا تشعر بما تشعر به الفـ.ـ.ـتيات، اللاتي لا يمـ.ـ.ـارسن تلك العادة،
ولا يرين متـ.ـ.ـعة فيها، وهذا ما يعرف بالإدمان، وهو من أخطر الأمور، قال الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله-: وما كان مضرًّا طبيًّا، فهو محظور شرعًا، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء. انتهى.
وما أحسن ما أفتى به الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق حيث قال: ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة، يرون تحـ.ـ.ـريم الاستـ.ـ.ـمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب، والقوى، والعقول؛ وذلك يوجب التحـ.ـ.ـريم، ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها:
1- المبادرة بالزواج، عند الإمكان، ولو كان بصورة مبسطة، لا إسراف فيها، ولا تعقيد.
2- وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب؛ حتى لا تثور الشـ.ـ.ـهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام، في الحديث الصحيح.
3- ومنها البعد عن كل ما يهـ.ـ.ـيج الشـ.ـ.ـهوة، كالاستماع إلى الأغاني الماجـ.ـ.ـنة، والنظر إلى الصور الخـ.ـ.ـليعة؛ مما يوجد بكثرة في الأفـ.ـ.ـلام بالذات.
4- توجيه الإحساس بالجـ.ـ.ـمال إلى المجالات المـ.ـ.ـباحة، كالرسم للزهور، والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
5- ومنها: تخير الأصدقاء المستقيمين، والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
6- الاندماج في المجتمع، بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجـ.ـ.ـنس.
7- عدم الرفاهية بالمـ.ـ.ـلابس الناعمة، والروا.ئح الخاصة، التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغـ.ـ.ـرائز، وإثا.رتها.
8- عدم النوم في فـ.ـ.ـراش وثير، يذكر باللقاء الجنـ.ـ.ـسي.
9- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفـ.ـ.ـاتن، ولا تراعى الحدود.
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجـ.ـ.ـنسية، ولا تلجأ إلى هذه العادة، التي تضر الجسم والعقل، وتغـ.ـ.ـري بالسوء. انتهى. انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ.
وبناء على ما تقدم؛ فإننا ننصح بعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة، أو المرجوحة، التي قد يفهم منها إباحـ.ـ.ـة (العادة السـ.ـ.ـرية)، خاصة وأن الجمهور يقولون بتحـ.ـ.ـريمها:
فالمالكية، والشافعية يقولون بتحـ.ـ.ـريمها، كما في أضواء البيان عند تفسير الآيات (5-7) من سورة المؤمنون لمحمد الأمين الشنقيطي.
وأما الأحنـ.ـ.ـاف، فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: “إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تبـ.ـ.ـاح بشروط ثلاثة:
وأما الأحناف، فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: “إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة:
أن لا يكون الرجل متزوجًا، وأن يخشى الوقوع في الزنى -حقيقة-، إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة، بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه.
والحاصل: أن القواعد العامة في الشريعة، تقضي بحظر هذه العادة؛ لأنها ليست الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل في حدود الحرام القطعي، كالزنى،
ولكن تحكم هنا قاعدة الاضطرار أيضًا من قواعد الشريعة، فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم، كالزنى، أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك؛ على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها… انتهى.
وبناء على ما تقدم؛ من مذهب الحنفية، فإنهم لم يبيحوا هذه العادة، وإنما إذا اضطر إليها، وخشي الوقوع في الزنى، فإنه يرتكب أخف الضررين.
ثم إن الفاعل إذا كان يقصد بفعله تحصيل اللذة، فلا شك أنه يفعل الحرام، وربما كان أكثر من يفعلون العادة السيئة يفعلونها؛ من أجل تحصيل اللذة، أو التسلية، فهم غير مضطرين إليها…
أما مذهب الحنابلة، فقد نصوا على أن الاستمناء محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح، إلا عند الضرورة، وقد سبق بيان حد الضرورة.
بقي أن نقول: إن هذه العادة السيئة تعطي شعورًا خداعًا، وتوقع صاحبها في الأوهام، والخيالات، فعليك بمقاومة النفس، والتغلب على إغوائها.
وننصحك بالتوبة إلى الله بصدق، والالتجاء إليه أن يخلصك من هذه العادة المرذولة.
وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن، والصوم، وغيرها من العبادات، مع الالتزام بكل النصائح التسع التي سبق ذكرها.
والله أعلم.